توجّهت أنظار العالم في الأيام الماضية، إلى الإنتخابات الرئاسيّة في أميركا، وللمعركة الرئاسيّة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن. ووصلت نتيجة هذه الانتخابات إلى لحظة حرجة مع تقارب الفارق بين ترامب وبايدن بولايات متأرجحة حاسمة.
بالعودة إلى ما قبل يوم الإنتخابات، قضى ترامب وبايدن ليلتهما الأخيرة قبل يوم من الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجِحة التي قد تؤمن أصوات سكانها الفوز للمرشّحَين برئاسة البلاد. وبينما كان ترامب يبحث عن الدعم في ولايات نورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن وميشيغن التي أمّنت فوزه بانتخابات عام 2016 على المرشّحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ركز بايدن على زيارة ولايتي بنسلفانيا وأوهايو.
نورث كارولاينا
مع اقتراب "اليوم الموعود"، عمدت الحملة الإنتخابية لبايدن "صندوق فوز بايدن-Biden Victory Fund" إلى تكثيف نشاطاتها في الولايات التي تعتبر نتيجتها حاسمة في السباق الإنتخابي، حيث أن إنفاقها على الإعلانات الموجهة عبر مواقع التواصل الإجتماعي بولاية "نورث كارولاينا" ارتفع من حوالي 430 ألف دولار في الأول من تشرين الأول 2020(1)، إلى حوالي 1.5 مليون دولار في 28 تشرين الأول الماضي، في وقت وصل المبلغ الإجمالي الذي أنفقه بايدن على الإعلانات في الولاية نفسها منذ شهر كانون الثاني 2020 إلى تشرين الأول 2020، إلى 5.3 مليون دولار.
بالمقابل، لم تتّبع الحملة الإنتخابية للرئيس ترامب "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً–Make America Great Again" النهج نفسه، رغم زيادة حجم إنفاقها على إعلاناتها الموجّهة لسكان هذه الولاية (نورث كارولاينا) في شهر تشرين الأول. ففي الأول من الشهر كان حجم الإنفاق على الإعلانات الموجهة عبر مواقع التواصل الإجتماعي حوالي 600 ألف دولار، ليصل مبلغ الإنفاق نهاية الشهر نفسه إلى حوالي 800 ألف دولار، في وقت فاق حجم الإنفاق الإجمالي لترامب في الولاية منذ كانون الثاني حتى تشرين الأول ما أنفقه بايدن، ليصل إلى 6.2 مليون دولار.
بما يخص المواضيع التي تمحورت حولها الإعلانات السّياسية في الولاية، معظمها كان عن الإنتخابات الرئاسيّة، حيث وصل حجم الإنفاق على الإعلانات التي تتمحور حول هذا الموضوع إلى 4 مليون دولار أواخر تشرين الثاني، تليها الإعلانات التي تدعو إلى التصويت، والتي وصل حجم الإنفاق فيها خلال المدة نفسها إلى 1.5 مليون دولار. بالتوازي، تمّ إنفاق 1.2 مليون دولار على الإعلانات التي تتحدث عن المرشح الجمهوري ترامب، في وقت حاز الديمقراطي بايدن على حوالي 700 الف دولار من حجم الإنفاق في 25 تشرين الثاني من العام 2020.
المواضيع التي تمحورت حولها الإعلانات السياسية في ولاية نورث كاليفورنيا - NYU AD Observatory
بنسلفانيا
في ولاية بنسلفانيا التي تحظى باهتمام المرشحين، تجاوزت نسبة الإنفاق على الإعلانات السياسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي من قبل ترامب وبايدن، ما انفقاه في ولاية نورث كارولاينا، حيث بلغ عدد الأموال الإجماليّة التي أنفقها ترامب على الإعلانات في بنسلفانيا 7.4 مليون دولار، في حين خصص بايدن 10.8 مليون دولار في الفترة الممتدة من كانون الثاني 2020 إلى تشرين الأول 2020.
وكما في نورث كارولاينا، بدأت حملة بايدن "صندوق فوز بايدن" بإنفاق 1.1 مليون دولار على الإعلانات التي خصصتها لسكان بنسلفانيا في بداية شهر تشرين الأول من العام 2020، ليصل في نهاية الشهر نفسه عدد الأموال التي تم إنفاقها إلى 3.2 مليون دولار. في وقت صرفت حملة ترامب "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً" حوالي 800 ألف دولار، لترتفع بعد ذلك هذه النسبة بشكل طفيف وتصل إلى 970 ألف دولار نهاية شهر تشرين الأول.
وفي السياق، جاءت الإعلانات التي تمحورت حول كل من بايدن وترامب، والتي تم رفعها عبر وسائل التواصل الإجتماعي من قبل جهات مختلفة، متقاربة، حيث تم إنفاق 1.7 مليون دولار على الإعلانات الّتي تتحدث عن المرشح الديمقراطي، و1.9 مليون دولار على الإعلانات التي تتحدث عن المرشح الجمهوري.
أما بالنسبة للإنتخابات، فقد حازت الإعلانات التي تمحورت حول هذا الموضوع، على النسبة الأكبر من إنفاق المجموعات، والذي وصل إلى 5.2 مليون دولار أواخر شهر تشرين الأول، تليها الإعلانات الداعية إلى التصويت بإنفاق بلغ 2.7 مليون دولار، وتلك التي تتحدث عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وصل الإنفاق فيها إلى حوالي 680 ألف دولار.
ويسكونسون
بالرغم من أن الرئيس الأميركي يركز في المرحلة الأخيرة التي تسبق الإنتخابات الأميركية على ولاية ويسكونسون ليضمن فوزه في الإنتخابات، إلا أن جو بايدن بذل جهداً أكبر لجذب متصفّحي وسائل التواصل الإجتماعي، حيث أنه أنفق 4.2 مليون دولار على الإعلانات التي وجّهها لسكان الولاية منذ كانون الثاني 2020 وحتى تشرين الأول، بينما أنفق ترامب 3.5 مليون دولار على إعلانات مماثلة.
وبالرغم من الأموال التي خصصها بايدن للإعلانات في ويسكونسون، إلا أن المواضيع التي تم الإعلان عنها لم ترجح الكفة له، فقد تم إنفاق حوالي 900 ألف دولار على الإعلانات التي استهدفت المرشّح الجمهوري، في وقت استحوذ بايدن على حوالي 750 ألف دولار من حجم الإنفاق على الإعلانات التي تتحدث عنه، وذلك نهاية شهر تشرين الأول.
وبطبيعة الحال، تم تخصيص 2.6 مليون دولار للإعلانات التي قامت جهّات مختلفة بعرضها (مثل الحزب الديمقراطي، ناخبون جمهوريون ضد ترامب...)، والتي تناولت الإنتخابات الأميركيّة في الفترة عينها، بينما وصل حجم الإنفاق على الإعلانات التي تدعو إلى للتصويت إلى 1.1 مليون دولار، وتلك التي تتحدث عن "كوفيد 19" إلى حوالي 470 ألف دولار.
حجم إنفاق ترامب وبايدن على الإعلانات في بنلسفانيا منذ كانون الثاني وحتى تشرين الأول - NYU AD Observatory
ميشيغن
من الملاحظ أن إنفاق المرشح الديمقراطي جو بايدن على إعلاناته عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الولايات الّذي يعتمد نظيره الديمقراطي عليها، فاقت نوعا ما، ما أنفقه دونالد ترامب، فقد خصص بايدن، 6.1 مليون دولار لإعلاناته في ولاية ميشيغن، في وقت دفع ترامب 5.1 مليون دولار في الفترة الممتدة من كانون الثاني 2020 إلى تشرين الثاني 2020.
على عكس النتائج التي حققها ترامب في الولايات السابقة، فإن إنفاقاته على الإعلانات عبر الإنترنت في ولاية ميشيغن شهدت تصاعداً كبيراً حيث ارتفعت من حوالي 307 آلاف بداية شهر تشرين الأول إلى 1.3 مليون دولار في نهايته. ويأتي ذلك توازياً مع التقدم الذي حقّقه بايدن في حجم الإنفاق حيث رفع المعدل من 603 آلاف دولار في الأول من تشرين الأول إلى 2.4 مليون دولار مع نهاية الشهر.
وكما في جميع الولايات السابقة، كان موضوع الإنتخابات هو المسيطر على الإعلانات بإنفاق بلغ 4.2 مليون دولار في 25 تشرين الأول، ثم يأتي موضوع التصويت ليستحوذ على 2 مليون دولار من حجم الإنفاق، ومن ثم الإعلانات المخصّصة لترامب والّذي بلغ حجم الإنفاق عليها 1.2 مليون دولار، مقابل حوالي 905 مليون دولار مخصصة للحديث عن بايدن، و430 مليون دولار مخصصة للإعلانات عن أزمة "كوفيد 19".
أوهايو
في ولاية أوهايو، غلب نشاط "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً"، على نشاط "صندوق فوز بايدن"، حيث أنّ حجم الأموال التي خصّصها ترامب للإعلانات على مواقع التواصل الإجتماعي في هذه الولاية، فاق ما أنفقه بايدن. فقد خصص ترامب حوالي 5 ملايين دولار منذ بداية العام 2020، حتى نهاية شهر تشرين الأول، في وقت بلغ حجم إنفاق بايدن على إعلاناته في المدّة نفسها 1.5 مليون دولار.
وفي الوقت الذي أنفق فيه ترامب حوالي 340 ألف دولار مع بداية شهر تشرين الثاني 2020، كان بايدن قد أنفق 106 آلاف دولار على الإعلانات السياسية الموجهة لسكان أوهايو عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وبعد أن ارتفع حجم إنفاق ترامب نهاية الشهر عينه إلى حوالي 560 ألف دولار، تصاعد حجم إنفاق بايدن ليصل إلى حوالي 270 ألف دولار.
وعلى عكس الولايات السابقة، تمايزت هذه الولاية في المواضيع التي تمحورت حولها الإعلانات، فطرحت موضوع الإنتخابات الذي حاز على 2 مليون دولار من حجم الإنفاق، وموضوع التصويت الذي تم أُنفق عليه حوالي 617 ألف دولار، في وقت حاز ترامب على 640 ألف دولار من حجم الإنفاق على الإعلانات. كما أنه تم إنفاق 370 ألف دولار على الإعلانات المخصصة للقاعدة الديمقراطية، و360 ألف دولار على إعلانات التبرع.
المواضيع التي تمحورت حولها الإعلانات السياسية في ولاية أوهايو - NYU AD Observatory
الجدير بالذكر أن دونالد ترامب، بدأ حملته الإنتخابيّة للعام 2020 بعد أسابيع من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2017، حيث قدّم رسميا حملته إلى لجنة الانتخابات الفيدراليّة. وفي شباط 2017، باشر عقد عدّة مسيرات وحملات لجمع التبرعات لحملته، وزار الولايات الانتخابيّة الرئيسيّة.
ومنذ ذلك الحين، يولي ترامب أهمية بالغة لمواقع التواصل الإجتماعي، حيث أنفق منذ أيار 2018، وحتى تشرين الثاني 2020 حوالي 111 مليون دولار على الإعلانات التي خصصها لمواقع التواصل الإجتماعي، وفق موقع فيسبوك، في وقت أنفق حوالي 5 ملايين دولار في الأسبوع الأخير قبل الإنتخابات، والممتد من 26 تشرين الأول وحتى 1 تشرين الثاني.
حجم إنفاق ترامب الإجمالي على إعلاناته عبر مواقع التواصل منذ 2018 حتى 2020 – فيسبوك
في المقابل، بدأ المرشح الديمقراطي جو بايدن حملته الإنتخابية في 25 نيسان 2019، وذلك بعد نشره مقطع فيديو يُعلن فيه ترشحه للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي للعام 2020. وعلى عكس ترامب، كان بايدن قليل الإهتمام بمواقع التواصل الإجتماعي قبل اعتباره مرشح الحزب الديمقراطي الرسمي، وكان يولي اهتماماً أكبر للإعلانات على وسائل الإعلام التقليديّة (التلفزيون والراديو) حيث بلغ حجم إنفاقه على الإعلانات الإلكترونيّة حتى منتصف كانون الثاني من العام 2020 مبلغ 5 ملايين دولار.
وعقب ذلك، كثّف بايدن من وجوده عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ليرتفع بالتالي حجم الإنفاق على الإعلانات الموجّهة منذ ترشحه حتى الأول من شهر تشرين الثاني 2020، إلى حوالي 100 مليون دولار، في وقت وصل حجم إنفاقه على الإعلانات منذ 26 تشرين الأول إلى 1 تشرين الثاني إلى حوالي 9 مليون دولار، وفقاً لموقع فيسبوك.
حجم إنفاق بايدن الإجمالي على إعلاناته عبر مواقع التواصل منذ 2019 حتى 2020 – فيسبوك